بحث عن فيرس c

بحث عن فيرس c


التهاب الكبد C

صحيفة وقائع رقم 164
جرى تحديثها في تموز/ يوليو 2015

حقائق أساسية

  • التهاب الكبد C مرض كبدي يسببه فيروس التهاب الكبد C: ويمكن للفيروس أن يسبب عدوى التهاب الكبد الحاد والمزمن على السواء، والذي تتراوح وخامته بين مرض خفيف يدوم بضعة أسابيع ومرض خطير يدوم مدى الحياة.
  • فيروس التهاب الكبد C فيروس ينتقل عن طريق الدم وتجري أكثر طرق العدوى به شيوعاً من خلال ممارسات الحقن غير المأمونة؛ وعدم تعقيم المعدات الطبية على النحو السليم؛ ونقل الدم ومنتجاته دون فحصها.
  • يعاني ما يتراوح بين 130 و150 مليون شخص على الصعيد العالمي من عدوى مزمنة بالتهاب الكبد C.
  • يمرض عدد لا يستهان به من المصابين بعدوى مزمنة بتليف الكبد أو سرطان الكبد.
  • يموت نحو 500000 شخص سنوياً من جراء أمراض الكبد المرتبطة بالتهاب الكبد C الفيروسي. 1
  • يُمكن للأدوية المضادة للفيروسات أن تشفي نحو 90% من المصابين بعدوى التهاب الكبد C، وأن تحدّ بالتالي من خطر الوفاة من جراء سرطان الكبد وتليف الكبد، بيد أن توافر التشخيص والعلاج منخفض.
  • لا يوجد حالياً لقاح مضاد لالتهاب الكبد C؛ بيد أن ثمة بحوث تجري في هذا المجال.

ويسبب التهاب الكبد C العدوى الحادة والمزمنة على السواء. وفي العادة تكون العدوى الحادة بفيروس التهاب الكبد C غير مصحوبة بأعراض، ولا ترتبط إلا نادراً بمرض يهدد الحياة. وتتخلص نسبة تتراوح بين 15 و45% من المصابين بالعدوى من الفيروس تلقائياً في غضون 6 أشهر من العدوى دوي أي علاج.
وأما النسبة المتبقية التي تتراوح بين 55 و85% من الأشخاص فسوف تصاب بعدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد C. ويتراوح احتمال الإصابة بتليف الكبد في صفوف الذين يعانون من العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد C بين 15 و30% في غضون 20 عاماً.

التوزيع الجغرافي

يوجد التهاب الكبد C في مختلف أنحاء العالم. وأشد المناطق تضرراً هي أفريقيا ووسط آسيا وشرقها. وحسب البلد، يُمكن أن يتركز التهاب الكبد C في مجموعات سكانية معيّنة (على سبيل المثال، بين من يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن)؛ و/أو في مجموعات سكانية عامة. وهناك سلالات (أو أنماط جينية) متعددة لفيروس التهاب الكبد C ويتفاوت توزيعها حسب المنطقة.

الانتقال

فيروس التهاب الكبد C ينتقل عن طريق الدم. وهو ينتقل في أكثر الحالات شيوعاً من خلال ما يلي:
  • تعاطي المخدرات عن طريق الحقن من خلال الاستخدام المشترك لمعدات الحقن؛
  • في سياقات الرعاية الصحية بسبب إعادة استعمال المعدات الطبية أو عدم تعقيمها بشكل صحيح، وخاصة المحاقن والإبر؛
  • نقل الدم ومنتجاته دون فحصها؛
  • يُمكن أن ينتقل فيروس التهاب الكبد C جنسياً، كما يُمكن أن ينتقل من أم مصابة بالعدوى إلى وليدها؛
ولا ينتشر التهاب الكبد C من خلال لبن الأم أو الأغذية أو المياه أو عن طريق التلامس العابر مثل العناق أو التقبيل أو تقاسم الأغذية والمشروبات مع شخص مصاب بالعدوى.

الأعراض

تتراوح فترة حضانة التهاب الكبد C بين أسبوعين وستة أشهر. وبعد العدوى الأولية، لا تظهر على نسبة قدرها 80% من الناس أي أعراض.
وأما بالنسبة لمن تظهر عليهم أعراض حادة فقد يصابون بالحمى والإرهاق ونقص الشهية الغثيان والقيء وآلام المعدة وآلام المفاصل واليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين) وقد يصير بولهم داكناً ولون برازهم رمادياً.

الفحص والتشخيص

بالنظر إلى أن عدوى فيروس التهاب الكبد C غير مصحوبة بأعراض عادة، فإن القليل من الناس يُشخَّصون خلال الفترة الحادة. وحتى بالنسبة للأشخاص الذين ينتهي بهم الحال إلى الإصابة بعدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد C، لا تُشخَّص العدوى أيضاً لأنها تظل غير مصحوبة بأعراض لمدة عقود إلى أن تظهر أعراض ثانوية لضرر الكبد الخطير.
وتُشخَّص عدوى فيروس التهاب الكبد C على خطوتين:
  • يحدِّد تحري الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد C باستخدام اختبار مصلي الأشخاص الذين أُصيبوا بعدوى الفيروس.
  • إذا كان الاختبار إيجابياً لوجود الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد C، يتعيّن إجراء اختبار حمض نووي لرنا فيروس التهاب الكبد C من أجل تأكيد العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد C لأن نسبة تتراوح بين 15 و45% من الأشخاص الذين يصابون بعدوى فيروس التهاب الكبد C يتخلصون تلقائيا من العدوى بواسطة استجابة مناعية قوية دون حاجة إلى علاج. وعلى الرغم من أنهم تخلصوا من العدوى، يظل اختبار الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد C إيجابياً لديهم.
وبعد تشخيص العدوى المزمنة بالتهاب الكبد C لدى شخص ما، ينبغي تقييم درجة الضرر الذي أصاب الكبد (التليّف والتشمّع). ويُمكن إجراء ذلك بأخذ خزعة من الكبد أو عن طريق مجموعة متنوعة من الاختبارات غير الباضعة. وإضافة إلى ذلك، ينبغي لهؤلاء الأشخاص الخضوع لفحص مختبري من أجل تحديد النمط الجيني لسلالة التهاب الكبد C. فهناك 6 أنماط جينية لفيروس التهاب الكبد C، وهي تستجيب بطرق مختلفة للعلاج. وعلاوة على ذلك، يُمكن أن يصاب الشخص بالعدوى من أكثر من نمط واحد. وتُستخدم درجة الضرر الذي أصاب الكبد والنمط الجيني للفيروس في إرشاد قرارات العلاج الخاصة بالمرض.

الخضوع للفحص

يُمكن للتشخيص المبكر أن يقي من المشاكل الصحية التي قد تنجم عن العدوى وأن يمنع انتقال الفيروس. وتوصي منظمة الصحة العالمية بفحص الأشخاص الذين قد يكونون معرضين بدرجة أكبر لخطر العدوى. وتشمل المجموعات السكانية المعرضة بدرجة أكبر لخطر العدوى ما يلي:
  • الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن
  • الأشخاص الذين يتلقون منتجات الدم الحاملة للعدوى أو يخضعون لإجراءات باضعة في مرافق رعاية صحة لا تكون ممارسات مكافحة العدوى فيها مناسبة
  • الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بفيروس التهاب الكبد C
  • الأشخاص الذين يكون قرناؤهم الجنسيّون مصابين بفيروس التهاب الكبد C
  • الأشخاص المصابون بفيروس العوز المناعي البشري
  • السجناء أو الأشخاص الذين سبق لهم أن سُجنوا
  • الأشخاص الذين تعاطوا المخدرات عن طريق الأنف
  • الأشخاص الذين يطبعون أوشاماً على أجسامهم أو يثقبون أجسامهم لتعليق حليً.

العلاج

لا يحتاج التهاب الكبد C دائماً للعلاج لأن الاستجابة المناعية لدى بعض الأشخاص تقضي على العدوى، كما أن بعض الأشخاص المصابين بالعدوى المزمنة لا ينتهي بهم المطاف إلى الإصابة بضرر الكبد. وعندما يكون العلاج ضروريا، يكون هدف علاج التهاب الكبد C هو الشفاء منه.
ويتوقف معدّل الشفاء على عدّة عوامل، منها سلالة الفيروس ونوع العلاج. ومعيار الرعاية بالنسبة لالتهاب الكبد C آخذ في التغيّر بسرعة. فحتى وقت قريب، كان علاج التهاب الكبد C مستنداً إلى الإنترفيرون والريبافيرين، وكان يتطلب حقناً إسبوعياً لمدة 48 أسبوعا، وكان يؤدي إلى شفاء نحو نصف المرضى المعالَجين، بيد أنه كان كثيراً ما يسبب تفاعلات ضائرة ومهددة للحياة أحياناً.
وقد جرى مؤخراً استحداث أدوية جديدة مضادة للفيروسات. وهذه الأدوية، المسماة بالعوامل المباشرة المضادة للفيروسات، أشد فعّالية بكثير وأكثر مأمونية ويُمكن تقبّلها على نحو أفضل من العلاجات الأقدم. ويُمكن للعلاج بالعوامل المباشرة المضادة للفيروسات أن يؤدي إلى شفاء غالبية من يعانون من عدوى فيروس التهاب الكبد C، كما أن العلاج أقصر مدة (12 أسبوعاً) وأكثر مأمونية.
ويتعيّن عمل الكثير من أجل ضمان أن هذه الإنجازات تؤدي إلى زيادة توافر العلاج على الصعيد العالمي.

الوقاية

الوقاية الأولية
لا يوجد تطعيم ضد التهاب الكبد C، ومن ثم فإن الوقاية من عدوى فيروس التهاب الكبد C تعتمد على الحدّ من خطر التعرض للفيروس في سياقات الرعاية الصحية، وفي صفوف المجموعات السكانية المعرضة للخطر، مثل الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، وعن طريق الاتصال الجنسي.
وتوفّر القائمة التالية مثالاً محدوداً لتدخلات الوقاية الأولية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية:
  • نظافة اليدين: بما في ذلك إعداد اليدين قبل لعمليات الجراحية وغسل اليدين واستخدام القفازات؛
  • المناولة المأمونة للأدوات الواخزة والنفايات، والتخلص منها بطريقة مأمونة؛
  • توفير خدمات شاملة للحد من المخاطر للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، بما في ذلك معدات الحقن المعقّمة؛
  • اختبار الدم المتبرع به لتحري التهاب الكبد B وC (وكذلك فيروس العوز المناعي البشري والزهري)؛
  • تدريب العاملين الصحيين؛
  • تعزيز الاستخدام السليم والدائم للعوازل الذكرية.
الوقاية الثانوية والتخصصية
بالنسبة للأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C، توصي المنظمة بما يلي:
  • التثقيف والمشورة بشأن خيارات الرعاية والعلاج؛
  • التمنيع بلقاحات التهاب الكبد A وB من أجل الوقاية من العدوى المرافقة بفيروسيّ التهاب الكبد هذين، بغية حماية كبدهم؛
  • العلاج الطبي المبكر والمناسب بما في ذلك العلاج المضاد للفيروسات حسب الاقتضاء؛
  • الفحص المنتظم من أجل التشخيص المبكر لأمراض الكبد المزمنة.

فحص الأشخاص المصابين بعدوى التهاب الكبد C ورعايتهم وعلاجهم

في نيسان/ أبريل 2014، إصدرت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية بشأن فحص الأشخاص المصابين بعدوى التهاب الكبد C ورعايتهم وعلاجهم.
وهذه هي أول مبادئ توجيهية تتصدى لعلاج التهاب الكبد C تنتجها المنظمة وتُكمل إرشادات موجودة بشأن الوقاية من انتقال الفيروسات المنقولة عن طريق الدم، بما في ذلك فيروس التهاب الكبد C.
وتستهدف هذه المبادئ التوجيهية مقرري السياسات وموظفي الحكومات وغيرهم من العاملين في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل الذين يضعون برامج لفحص الأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C ورعايتهم وعلاجهم.
وسوف تساعد هذ المبادئ التوجيهية على توسيع نطاق الخدمات العلاجية لتشمل الأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C، حيث توفّر توصيات رئيسية في هذه المجالات وتناقش الاعتبارات المتعلقة بتنفيذها.

ملخص التوصيات الرئيسية

توصيات بشأن الفحص لكشف عدوى فيروس التهاب الكبد C

1- الفحص لتحديد المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C
يوصى بإتاحة الاختبار المصلي لفيروس التهاب الكبد C للأشخاص المنتمين لمجموعات سكانية ينتشر فيها فيروس التهاب الكبد C بدرجة عالية أو الذين لديهم تاريخ من التعرض/السلوك المرتبط بخطر فيروس التهاب الكبد C.
2- متى يجري التأكد من تشخيص العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد C
يُقترح إجراء اختبار الحمض النووي لكشف الحمض النووي الريبي (الرنا) لفيروس التهاب الكبد C مباشرة عقب اختبار مصلي إيجابي لفيروس التهاب الكبد C من أجل تأكيد تشخيص العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد C، بالإضافة إلى اختبار الحمض النووي لرنا فيروس التهاب الكبد C كجزء من التقييم اللازم لبدء علاج عدوى فيروس التهاب الكبد C.

توصيات بشأن علاج الأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C

3- الفحص بشأن تعاطي الكحول وإسداء المشورة بشأن الحدّ من مستويات مدخول الكحول المتوسطة والعالية.
يوصى بتقييم مدخول الكحول لجميع الأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C ويعقب ذلك اقتراح تدخلات سلوكية للحد من مدخول الكحول على الأشخاص الذين يتراوح مدخولهم من الكحول بين المتوسط والعالي.
4- تقييم درجة تليّف الكبد وتشمّعه
في السياقات المحدودة الموارد، يُقترح استخدام اختبارات دليل نسبة ناقلة الأمين/الصفيحات لتقييم تليف الكبد بدلاً من الاختبارات غير الباضعة التي تتطلب المزيد من الموارد مثل تخطيط المرونة أو الاختبار الليفي.

توصيات بشأن علاج عدوى فيروس التهاب الكبد C

5- تقييم مرضى فيروس التهاب الكبد C بشأن علاجهم
ينبغي تقييم جميع البالغين والأطفال المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C، بما في ذلك من يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، بشأن العلاج بمضادات الفيروسات.
6- العلاج بالإنترفيرون الممتد المفعول والريبافيرين
يوصى بالإنترفيرون الممتد المفعول مع الريبافيرين لعلاج العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد C بدلاً من الإنترفيرون المعتاد غير الممتد المفعول مع الريبافيرين.
7- العلاج بالتيلابريفير أو البوسيبريفير
يوصى بإعطاء مضاديّ الفيروسات التيلابريفير أو البوسيبريفير اللذين يؤثران بشكل مباشر، جنباً إلى جنب مع الإنترفيرون الممتد المفعول والريبافيرين، لعلاج عدوى فيروس التهاب الكبد C من النمط الجيني 1 بدلاً من الإنترفيرون الممتد المفعول والريبافيرين وحدهما.
8- العلاج بالسوفوسبوفير
يوصى بإعطاء السوفوسبوفير، جنباً إلى جنب مع الريبافيرين والإنترفيرون الممتد المفعول أو دونه (حسب النمط الجيني لفيروس التهاب الكبد C) في حالة العدوى بالأنماط 1 و2 و3 و4 لفيروس التهاب الكبد C بدلاً من الإنترفيرون الممتد المفعول والريبافيرين وحدهما، أو بعدم علاج الأشخاص الذين لا يتقبلون الإنترفيرون.
9- العلاج بالسيميبريفير
يوصى بإعطاء السيميبريفير، جنباً إلى جنب مع الإنترفيرون الممتد المفعول والريبافيرين، للأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C من النمط الجيني 1ب والأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد C من النمط الجيني 1أ دون تعدد الأشكال Q80K، بدلاً من الإنترفيرون الممتد المفعول والريبافيرين وحدهما.
ملحوظة: التوصيتان 8 و9 موضوعتان دون أخذ استخدام الموارد في الاعتبار، وذلك بالنظر إلى عدم توافر معلومات عن الأسعار في أي بلد، باستثناء الولايات المتحدة، وقت صياغتهما.

استجابة منظمة الصحة العالمية

تعمل المنظمة في المجالات التالية للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي ومكافحته:
  • زيادة الوعي وتعزيز الشراكات وتعبئة الموارد؛
  • صياغة سياسات وبيانات مستندة إلى البيّنات من أجل اتخاذ الإجراءات؛
  • الوقاية من انتقال المرض؛
  • تعزيز الفحص والرعاية والعلاج.

تعليقات